سادت أجواءٌ مفعمةٌ بالحيوية قاعات الحفلات الموسيقية، النابضة بالحياة، في مؤسسة كالوست غولبنكيان، لشبونة، وذلك احتفالاً بافتتاح جوائز الآغا خان للموسيقى، التي أقيمت يومي 29 و31 مارس 2019، وحضرها سمو الآغا خان والأمير أمين آغا خان وصاحب السعادة مارسيلو ريبيلو دي سوزا، رئيس البرتغال، حيث انضموا للموسيقيين وعشاق الموسيقى من جميع أنحاء العالم. تعترف جوائز الموسيقى بالقدرات الإبداعية الاستثنائية والواعدة، وبالمشاريع المتخصصة في كافة مجالات الموسيقى، ابتداءً من الأداء والابتكار والتعليم، ووصولاً إلى الحفاظ على التقاليد الموسيقية وإحيائها في المجتمعات التي يحظى فيها المسلمون بحضورٍ كبير في مختلف أنحاء العالم. من بين مجموعة تضم نحو 300 مرشح، اختارت لجنة التحكيم العليا للجوائز تسعة فائزين و14 من المرشحين للتصفيات النهائية في فئة الأداء لتلقي الجوائز والميداليات ومِنح التطوير المهني. وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، طلبت أمانة جوائز الموسيقى من الفائزين التعبير عما تعنيه لهم هذه الجوائز، ونورد فيما يلي بعضاً من ردود أفعالهم:

داريوش تالاي (إيران) جائزة المساهمات المتميزة والدائمة في الموسيقى

"في عصرٍ يبدو فيه للوهلة الأولى كل شيء مرتبط بالموسيقى سهلاً للغاية، عندما يكون هناك ضغط لتحقيق نجاح سريع، عندما يكون هناك وقت قليل جداً للتعمق، وعندما يكون من يحقق شعبيةً على الإنترنت هو الأهم، عندئذ تشكّل هذه الجائزة تشجيعاً لمواصلة رحلتي للتعرف على مصادر هذه الموسيقى (الفارسية)، ومواصلة نقلها بكافة ثرائها المتوافر وغير المحدود".

أرتيوم كيم (أوزبكستان)، مدير فرقة "أومنيبس إينسيمبل"، جائزة تعليم الموسيقى

"يوفر حفل جوائز الآغا خان للموسيقى منتدىً دولياً للأفراد والمؤسسات الذين يصوغون مستقبل الموسيقى، من خلال مفاهيم جديدة لتطويرها، ومن خلال تطبيق هذه المفاهيم في ممارسة موسيقية ملموسة. من الأهمية أن يرى المفكرون والفنانون كيف يتردد صدى أفكارهم مع أفكار زملائهم في جميع أنحاء العالم، للخروج من عوالمهم المقيّدة والانطلاق نحو مجتمع فني دولي أكبر. بالنسبة إلى الفائزين، تقدم الجوائز اعترافاً وتكريماً دولياً، ما يمكن أن يساهم في تحسين ظروف عملهم في بلدانهم. عند اختيار الفائزين، تستطلع لجنة التحكيم الوضع الحالي للموسيقى، ثم تقوم بوضع توجه فني وجمالي وأخلاقي للمجتمع الفني العالمي. عندما تقوم بالاطلاع على عمل إبداعي لأحد الأشخاص، فإنك تتعلم وتصبح أكثر غنىً من الناحية الروحية".

بديعة بوحريزي (تونس)، جائزة الإدماج الإجتماعي

"يستحق خبراء فن الصوت القدامى التقدير والمكافأة على إنجازاتهم المتميزة. أكثر من مجرد إظهار ما تمتعوا به من أصوات فريدة، تعتبر حرفيتهم أمراً بالغ الأهمية، وهي مرتبطة ببقاء الأرض الأم".

أُمو سانجاري (مالي)، جائزة المساهمات المتميزة والدائمة في الموسيقى

"يعتبر الدعم المتواصل الذي تقدمه مبادرة الآغا خان للموسيقى هديةً حقيقيةً. وفّر إنشاء جوائز الموسيقى التقدير للموسيقى على أعلى مستوى، وهذا من شأنه خلق إطار للتعاون بين مختلف الآلات الموسيقية الرائعة".

باليك سيسوكو (مالي) جائزة المساهمات المتميزة والدائمة في الموسيقى

"يعتبر الحصول على الجائزة تكريماً للمتلقي في المقام الأول، ما يوفر له إحساساً رائعاً بالاعتراف به من العالم من حوله، فضلاً عن الاعتراف الجاد بأعمال وجهود الفنان التي بذلها خلال سنوات. في حالتي الخاصة، إنه لمن دواعي سروري وشرف كبير لي أن أكون أول عازف على آلة "كورا" من مالي يحصل على هذه الجائزة، فالكثير من الناس في هذا العالم لا يعرفون شيئاً عن تلك الآلة، وإن حصولي على الجائزة يسلط الضوء على الـ"كورا". من الأهمية الحفاظ على تلك الآلة التراثية في التقاليد الثقافية لبلدي، فضلاً عن أن موسيقى "كورا" ستنتشر في بلدان أخرى حول العالم للأجيال القادمة".

مصطفى سعيد (مصر)، جائزة الأداء الموسيقي

"هذه، على حد علمي، هي أول جائزة تُمنح لمؤدي موسيقى (المقام) التقليدية. وهي تمثل بالنسبة لي اعترافاً بتقليد عظيم تم تجاهله وإهماله بالكامل لما يقرب من قرن كامل. تطورت هذه الموسيقى التقليدية في مصر والمنطقة المحيطة بها، وهي منطقة مقسمة حالياً إلى العديد من البلدان حيث جعلت القومية والعنصرية الناس ينسون ماضيهم الموحّد، ويشرفني محاولتي إعادة إحياء هذا النوع من الموسيقى، ليس كـ"متحف" ولكن ضمن لحن حيّ، ويشرفني كذلك أن أستمر في تأليف الموسيقى ونقلها إلى الأجيال الجديدة القادرة على تأليف هذه الموسيقى وأدائها والحفاظ عليها حيّة كفن معاصر".

/o:p